هلا خباز

شوف… إذا حبّيت أفتح لك فيلم في مخك عن هلا خباز، فاستعد، لأن قصتها ما تنفع تُروى بنص فنجان قهوة، تحتاج جلسة طويلة، ودفتر ملاحظات، وكاسة مويا باردة على جنب.
تخيل قهوة في نص المدينة، الطاولات قريبة من بعض، والموسيقى ناعمة كأنها همس. فجأة الباب يفتح، تدخل هلا خباز. مشيتها واثقة، بس غير متعالية. عيونها فيها ذاك اللمعان اللي تحسه عند الشخص اللي يعرف أكثر مما يقول. هي من النوع اللي لو جلست قدامك خمس دقايق، تحس أنك تعرفها من زمان، مع إنها ما قالت إلا جملتين… بس الجملتين يعلقوا في دماغك طول اليوم.
هلا مو بس كاتبة. هي مهندسة صورة، ومخرجة حكايات، ومستشارة علاقات عامة، وخليني أقول لك: العلاقات العامة في عالمنا اليوم مثل لعبة الشطرنج على لوح مليان مطبات. خطوة غلط، والصورة تطيح. لكن هلا عندها قدرة إنها تمشيك في هاللعبة وكأنك تلعب دومينو مع أصحابك. سلسة، ذكية، وتعرف متى تضيف ضحكة عشان تخفف الجو.
مقالاتها؟ يا رجل… كأنك تفتح شباك على عالم داخلي. مرة تكتب عن "العزلة.. حرية بلا ضجيج"، ومرة عن السفر وحيد، ومرة عن كيف تكون نفسك حتى في وسط الزحمة. ما تعطيك النصائح كأنها أوامر، بل كأنها حكاية في نص الليل، وأنت تختار نهايتها بنفسك.
تخيلها في مشهد: قاعدة في مطار، كوب قهوة في يدها، دفتر صغير على الطاولة، وكل شوي ترفع رأسها تراقب الناس. يمكن تكتب عن الرجل اللي على الكرسي المقابل وهو يحاول يربط شنطته، أو عن الطفلة اللي تركض بين الكراسي. بس لما تقرأ النص بعدين، تكتشف إنها ما كانت تحكي عنهم، كانت تحكي عنك أنت… عن مخاوفك، وفضولك، ورغبتك في الهروب أحيانًا من كل شيء.
الناس اللي تعاملوا معها يوصفوها بأنها "إنسانة عملية من الدرجة الأولى"، "طاقتها إيجابية"، و"شغلها ما ينطفئ". وأنا أضيف: هي زي بطارية تدور على الناس اللي تحتاج شحن، وتعطيهم دفعة من دون ما تحسب كم صرفت من طاقتها.
لو كان في مسلسل عنها، الحلقة الأولى تبدأ بمشهدها وهي تمشي في شارع مزدحم، بس بدل ما تسرع، توقف، وتبتسم. ليه؟ لأنها عارفة إن السر مو في اللحاق بالعالم… السر في إنك تخلي العالم يلحق إيقاعك.
هلا خباز هي النوع اللي يخليك تعيد النظر في أبسط الأشياء: كيف تمشي، كيف تتكلم، كيف تصنع صورتك، وحتى كيف تجلس مع نفسك من دون ما تحس بالوحدة. معها، تكتشف إن المصداقية مو بس فضيلة، هي أجمل فلتر ممكن تحطه على حياتك.
وتطلع من جلستك معها أو من قراءة مقال لها، وأنت تقول لنفسك: "طيب… يمكن الحياة أبسط مما كنت أظن… ويمكن أنا أقدر أعيشها بطريقتي".
إذا تحب، أقدر أكتب لك نسخة مطوّلة جدًا، كأنها بورتريه أدبي كامل عنها بأسلوب حكاية من ألف ليلة وليلة.
تحب أبدأ؟